الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009


لخبطة ...

في كل مرة تفتح المطربة الباريسية الجميلة ايديث بياف فمها اشعر انني احلق في السماوات بغير هدي ...التمس عوالم جديدة وادخل افاق لم اعتدها ولم اطأها من قبل...انها الفتاة التي القيت في الطريق رضيعه ليتولاها اولاد الحلال ابان الحرب العالمية الثانية ويصنعون منها معجزة أرضية لا تعرف التكرار ...ربما لا يعرفها الكثير لكن من شاهد فيلم عمارة يعقوبيان شاهد المشهد الذي تجلس فيه يسرا علي البيانو وتعزف وتغني باللغة الفرنسية سوف يعرفها ...القليلون فقط من ارادوا ان يعرفوا ما هذه الاغنية ومن الذي يغنيها واليهم اقول انها ايديث بياف ......
......................................................................
موسيقي كتب لها الخلود ..انها موسيقي رخمانينوف وتحديدا سينفونية شهرزاد والتي اصبحت الثيم المشهور لمسلسل الف وليلة وليله
موسيقيا روسيا اخر يحلق بنا في عوالم الموسيقي الراقية والتي تربع علي عرشها من قبله مواطنه تشيكوفيسكي صاحب رائعة بحيرة البجع امتداد لا يعرف سوي الموسيقي لغتا والفن الراقي موضوعا ..
......................................................................
مصر والجزائر مازال الحديث مستمرا ..محاولات لتصليح العلاقات واعادة الامور الي نصابها ...موضوع قديم او صار قديما تكلم فيه الجميع دون استثناء ...لكنه فتح جرحا عميقا داخل الجميع ...لم اري طوال حياتي القصيرة ومتابعتي المتواضعه لاحوالنا في مصر لخبطة كهذه ..لن اتحدث هنا عن الفضائيات وما فعلته بنا من تسخين وشحن وهتافات وخلافه كل هذه الامور لا صالح لي بها انها تخص من يعملون هناك خلف الكواليس يصلون قبل موعد الحلقة بنصف ساعة يجلسون لاصلاح مكياجهم ويفكرون فيما سيكون الحوار اليوم.. مزايدات لا اخر لها ولا اول ...مجموعة تقود القطيع بأوامر يأخذونها ممن فوقهم ..قل كذا ولا تقل كذا رأيك الشخصي غير مهم احتفظ به لنفسك الا تريد ان تأكل عيش واي عيش يا محترم الظهور كمذيع لامع له ضريبته ...عبر عما نريد لا عما تريده انت ولا ما يريده هذا القطيع الذي بات تحت امرنا وفي خدمتنا ...هؤلاء اقوام تحددت ملامحهم مسبقا رسموا لانفسهم خطوطا وساروا عليها اشبه ما تكون بالحبال يلعبون عليها طوال الوقت ...قائد الاوركسترا محتميا بمكتبه يصدر تعليماته لاعضاء الفرقة ليعزفوا علي مزاجه وعلي هواه-يبدو ان الموسيقي قد اخذت مني مأخذا خطرا اليوم- المهم ان العزف يكون في اتجاه واحد هو المصلحة الخاصة ...سبوبة يريد ان يتكسب منها ويجمع المزيد من المال ليشتري فيلا جديدة في التجمع الخامس او في 6 اكتوبر او يدفع مقدما لشاليه في بورتو اي حته مجاورة للبحر حيث اصبحت ظاهرة البورتو الساحلية هذه الايام هي الاكثر انتشارا في الاوساط الراقية وليحترق الجميع في قطار العياط او يغرقوا في عبارة لا يهم المهم ان تتم السبوبة ...اذن فدعونا من هؤلاء الحديث الان ليس عنهم الحديث اليوم عن القطيع هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم دون ذنب منهم مصريين من الدرجة الثالثة بل والرابعه والخامسة ...برضوا ملناش دعوه بيهم ملناش دعوة بالاباء والاجداد انهم اكملوا رسالتهم تعلم من تعلم منهم وجهل من جهل المهم انهم تزوجوا وانجبوا اولادا هم الامل القادم في مستقبل افضل ومصر جديدة تتقدم بينا الي الخلف المشرق....الحديث اليوم عن الشباب الذين انا واحدا منهم ...دعونا فقط -والتمس منك بعض العذروالسماح -نبدأ السناريو من اوله ...خرجنا جميعا نهتف باسم مصر ونسمع الاغاني الوطنية التي اذيعت ابان الحرب الاخيرة والتي -ومش عاوز احلف- سمعها الكثير منا لاول مرة في حياته واعجبته كثيرا واثارت في نفسه الحماس وحلمنا كلنا بالوصول للمونديال وباختصار حدث ما حدث من امور واحداث تناولها الجميع كيفما اتفق وهنا نبدا وندخل في لب الموضوع ...من هتف لمصر قبل المباراة لم اري وجهه بعد المباراة رايت الجميع استيقظوا كعادتهم الصباحية وذهبوا الي الجامعات ولا كلمة ولا اي حاجة عن المباراة انطفأ الحماس وانتهي الامر ولا يريد احد ان يسمع شيئا ثم جاءت احداث العنف الاخيرة وكان الكلام ...الحديث عن الظلم والبهدلة التي تلقيناها في السودان كان هو النبرة السائدة ...اخبار هنا واخبار هناك...فيديوهات هنا وفيديوهات هناك الغريب في الامر ان الجميع يريد ان يسمع ما علي هواه لا يريد ان يسمع الحقيقة ...لماذا لا نتأني قليلا ونسمع الجميع ...امر غريب مصادرنا كلها تصب في اتجاه واحد لماذا لا نريد ان نسمع الطرف الاخر ....اليس هو الجاني لماذا لا نعطه فرصة ليدافع عن نفسه او علي الاقل يعترف انه فعل فعلته هذه ..لماذا لا نريد ان نعرف اذا كان نادما فنؤدبه بقدر ندمه او هو مكابرا فيكون ردنا عليه اقوي واعنف فقط تكلمنا نحن في حين انهم سكتوا تركونا نتكلم وجلسوا في اماكنهم يشاهدون ردحنا الاعلامي والشرشحة الفضائية ليقولوا لنا في النهاية بلسان حال لا بلسان المقال هكذا انتم يا مصريون لا تجيدون الا الكلام شعب كلمنجي وبتاع حوارات مش بتاع فعل ...طبعا لا يفوتونا ان نتحدث عن الشرشحة وقلة الادب التي دفعت احد المتحمسين ان يقول ان الجزائر بنعرفها بنسوانها ولم يردعه احد ولم يوقفه بل ضحك الجميع واعجبتهم فصاحة ذلك السفيه وشجعوه ...فتحنا الباب لمن يقول ان هؤلاء الجزائريين ابناء فرنسا وطبعا هذا نعت واضح لامهات الجزائرين بالبغاء وهذا مالا يقبله لا عقل ولا دين ...خرجنا من الحفلة صاغرين واصبحت رقبتنا جميعا قد السمسمة... كيف سيرفع المصرييون رأسهم في اي بلد عربي ...في احسن الاوضاع نحن مهانون في كل مكان ولا داعي ان اذكر الجميع باطباء السعودية المجلودين ولا ما يحدث لنا في ليبيا الشقيقة ...ربما كانت احسن البلاد واكثرها احتراما لنا هي التي اكتسبنا عدائها مؤخرا فقط هي كرة القدم التي كانت تفرقنا عنهم ...نحن حماسيون في كرة القدم فلماذا نطالب الاخرين بهدوء الاعصاب والتحلي بحسن الخلق ونحن نهزمهم فيها ...طيب برضه لسه موصلتش للب الموضوع...كيف كان رد فعلنا كشباب جراء ما حدث ...سوف ابدا من الشارع ...لن اخفي عنكم تلك النبرة الحانقة والسباب المؤدب الذي لاقاني به صديقي الشاب المتدين الملتحي الذي لا يترك المصحف من يده ..حاولت تهدأته والحديث معه ببعض المنطق لكنه رفض كل شئ ...قلت له ان هناك حديثا شريفا يقول :"دعوها انها منتنة"
لكنه والحق يقال كان وقافا عند كلام رسول الله هدأ روعه وسألني بصوت رقيق منهك يعني عاوزنا نسكت قلت له لا بس فيه حلول غير العنف والشتيمة والموضوع مش موضوع كرة ده موضوع خناقة والخناقة ضارب ومضروب واحنا اتغدر بينا علي حد قوله نعمل ايه نقعد نزعق ونشتم هنفقد نصف طاقتنا في الشتيمة الامر دلوقتي لم يعد في ايدينا نحن انه في يد من يتولي الامر ...الموضوع اصبح سياسة نشوف الجماعة بتوع السياسة هيعملوا ايه وبعدين نقرر اذا عجبنا الحل يبقي بها ونعمت اذا معجبناش نحتج علي ساستنا اللي مجبولناش حقنا ...هذا واحد من ضمن الكثيرين الذين تعبت في اقناعهم ليس لشئ ولكن لاننا مش ناقصين حرقة دم لابد ان نكون اكثر هدوءا كفانا ما فينا من هموم ومشاكل لابد ان نضربها صرمة ولو شوية صغيرة ...
الشبكة العنكبوتية
العالم الافتراضي ...لم يعد هناك بيت في مصر لا يخلو من جهاز كمبيوتر وبالتالي بوصلة نت صغيرة يجتمع فيها 8 اشخاص مع بعض باشتراك شهري يسدد للشركة بانتظام ولم يعد هناك شاب في مصر لا يعرف الفيس بوك والذي هو العالم الافتراضي ذو السياج القوي حوله والذي لجأ اليه الكثير من الشباب علي سبيل التعارف والتهييس وتظبيط الموزز-واخد بالك انت (غمزة)- هناك كانت الكوارث مدرارا صور وتعليقات كثيرة ...حملة او اذا اردنا الدقة فتنة الجالس فيها خير من الواقف والواقف خيرا من الماشي ...مجموعات كونت وانشات في لمح البصر معا ضد الجزائريين ...البرابرة ...الصهيوجزائر ...كلام كبير وشتائم وقباحات ما انزل الله بها من سلطان وعندما تقول لاحدهم يا عم عيب الشتيمة او عيب الصورة دي لو سمحت شيلها يقول لك مش كفاية اللي عملوه فينا سيبني افش غلي وهنا ظهرت الصورة انها محاولة لفش الغل ليس الا.. انه الكائن الافتراضي الذي نفش غلنا فيه لاننا مش عارفين نفش غلنا في اللي ظلمنا ...وهنا اهنأ الحكومة التي استطاعت ان تصرف نظر الناس عن المشاكل حتي لا يفشوا غلهم فيها وجعلتهم يفشون غلهم في مباراة وفي شعب مظلوم مقهور مثلهم ..ما علينا ...اذن يا اخي مستخدم الفيس بوك انت تفش غلك فقط طيب فش غلك يا حبيبي كما يحلو لك انا عرفت ظروفك لكن لماذا تفش غلك؟؟ ...والاجابة سهلة اولا :تعلم جامعي او ثانوي فاشل يخرج الجميع ليجلسوا علي المقاهي او يموتوا في عرض البحر او يموتوامنتحرين
ثانيا :بما ان التعليم فاشل يبقي مفيش امل في الشغل وبذلك تنتهي احلام الزواج والانجاب وتكوين اسرة وتصبح عنوان جديد لقصة قديمة اسمها حلم ليلة صيف هنا يصبح مش من حقك ان تحب او تحاول ان ترتبط باي حد علشان مش هتعرف تتجوز يا حلو غير بمعجزة سماوية
ثالثا :الملل وهو ابو كل جريمة واعتقد ان 99% من دوافع الجرائم الملل واليأس فاقدم جريمة في التاريخ والتي ارتكبها قابيل في حق هابيل كان دافعها انه شعر بالملل من زوجته التي امره ابوه بالزواج منها وشعر بالياس في ان يتزوج زوجة اخيه الجميلة لذا كان عليه ان يقتل اخيه ليخلو له الجو وكانت المأساة
يبقي ما يفعله الشباب علي الفيس بوك هو محاولة لفش الغل وكسر الملل لا اكثر ولا اقل
ان مصر التي يتغنون بها ليل ونهار لا تريد من يجلس خلف الشاشة 8 ساعات يوميا لتحميل الافلام الجديدة والاغاني وصور المغنين والشات مع الفتيات ومحاولة استمالتهم فهذا الشخص غير قادر علي اعالة نفسه او حتي ان يصنع لنفسه وجبة يأكلها ليسد جوعه ناهيك عن الخروج للحصول علي حق هذه الوجبة
انها تريد شباب يقدرونها حق قدرها يكافحون مهما كانت السبل ومهما اغلقت في وجههم الابواب ولا تقل لي ان مصر مقبرة المواهب وان الواسطة والمحسوبية غطت علي كل شئ طب قلي بالله عليك هو اللي شغال وفاتح بيت ولا اللي بينجح كل سنة بتقديرات وشغال في مكان محترم نجح ازاي ...افتح النافذة القي شماعه الفشل منها فلا شئ يقف امام عزيمة الرجال اسمه المستحيل .....


0 تعليقات:

إرسال تعليق

اللي عبروني

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية