الجمعة، 18 ديسمبر 2009

عفوا لقد نفذ رصيدكم



اليوم اكتب بدافع الملل ليس الا ...لكني لا ادري لماذا اكتب او عن ماذا اتحدث ...كنت انوي الحديث عن مقالات احد الكتاب و الذي فلق دماغنا بالاسلاموفوبيا ومحاولاته المستميتة للي عنق الحقيقة في مقالته متفانيا في الصاق التهم بالاسلام والمسلمين ...لكنني عدلت عن هذا القرار في اللحظة الاخيرة فقط لانني احاول تطليق السياسة بالتلاتة اليوم تاركا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ...طيب ماذا اقول اليوم هل اترك المدونة وامشي ولا اعمل ايه بالظبط ....هل افعل ما فعلت بالامس اكتب تدوينة كاملة ثم امحوها عن بكرة ابيها بعد تضيع اكثر من ساعه في الكتابة ...لا ادري ماذا افعل علي العموم اعتقد انني وجدت موضوعا مهما لاتحدث فيه ...الحب ...اه عنوان يجتذب الجميع ...ماذا ساضيف انا بجلالة قدري في هذا الموضوع ...دعونا نرتب افكارنا كما احب دائما ان اقول ...لا احد منا لا يبحث عنه ولا يقتفي اثره ولا اعتقد ان احدا لم يكتوي بنيارنه الموجعة ولا ذاق مرارته وحلاوته ...احاول هنا ان اذكر تجربة شخصية لكن من يملك عين الراصد لا يستطيع ان يقلبها للداخل فهي مفتوحة للناس وعلي الناس ...نعود الي اطراف الخيط الاولي ...كان الحب قديما كما لا يخفي علي احد قويا ملتهبا وكان الحبيب يصف ويتالم ويتوجع في حبه ويشكو من لواعج الهوي وتباريح الغرام ونذكر علي سبيل المثال عنترة بن شداد و مجنون ليلي ...دعونا لعنترة ذاك المحارب الصنديد ماذا قال فلنحكم عقولنا ونحن نقرأ
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني ...وبيض الهند تقطر من دمي 
فوددت تقبيل السيوف لانها ....لمعت كبارق ثغرك المتبسم 
الاخ عنترة في عز الحرب والرماح النواهل والبيض التي تقطر من دمه تذكر الاخت عبلة وود لو قبل السيوف لانها تلمع كلمعان ابتسامتها الجميلة ..اليس في الامر شيئا من المبالغة ...انا لو مكانه كان ملعون عبلة علي اللي جابوها ..وهب انه صادقا هل عندما لمعت السيوف امام عينيه وهي تحاول ان تطيح برقبته توقف جزءا من الثانية ليتذكر عبلته المحبوبة ...لو فعلها ما كان لهذا الشعر الجميل ان يري النور ابدا لان هذا الجزء من الثانية كان كفيلا بان يفقد سيادته رأسه الاسود الجميل ...لكنه قال ما قال بعد انتهاء الحرب بروقان بال وهو قاعد قدام النار كده بالليل وشيبوب بيعمله واحد شاي جاهلي مظبوط ...طيب قرأنا جميعا معلقات عنترة وكيف انه وصف عبلته الرقيقة الجميلة بكل هذه النعوت ...مش واخدين بالكو من حاجة ...اين عبلة ؟ لماذا لم نسمع منها تعليقا علي كل ما قاله عنترة ...حقا ان نساء هذا الزمان كن صامتات هادئات للغاية ام انهن كن خرساوات ....والمفارقة الطريفة التي لا تخفي علي احد ان عنترة تزوج عبلة وبعد الزواج السعيد لم نسمع له لا حس ولا خبر اصيب بالخرس المنزلي الذي يصيب كل المتزوجين حديثا وقديما ...ولعلي اراه بعين الخيال جالسا في خيمته داسا عينيه في رقعة جلدية-لو كان يعرف القراءة- يقرأ فيها اخر اصدارات الشعر في سوق عكاظ وهو يستمع لعبلة وهي تشتكي له كيف ان الاولاد مطلعين عنيها وان الحاجة غالية في السوق وان الميت ناقة اللي قدمهوملها مهر خلصوا خلاص ومفيش ولا فتفوتة لحمة في البيت 
ولعلي ايضا اسمعها وهي تبرطم قائلة انا ايه بس اللي خلاني اوافق علي العبد ده مش كان عمارة الزيادي احسن منه كان زماني متهنية ومتستتة دلوقتي ..ملعون ابو الحب
نأتي لرجلنا الثاني الاخ قيس بن الملوح او مجنون ليلي ...هذا المحب الصادق وانا اعتقد انه كان اكثر حبا واعظم شوقا من عنترة ذلك لانه لم ينل محبوبته فقط ظل يحلم بساعة لقاء حتي وافته المنية ..كما لعب زوج ليلي الجديد دورا غير هينا في القصة فقد روي انه في احد الايام مر مجنون ليلي بزوجها وهو يصطلي بشاة له فانشد يقول-المجنون طبعا لا زوج ليلي :
بربك هل ضممت اليك ليلي ...قبيل الصبح او قبلت فاها 
وهل رفت اليك قرون ليلي ...رفيف الاقحوانة في نداها 
فرد عليه اما وقد استحلفتني فقد فعلت فما كان من مجنون ليلي الا ان امسك بقطعة من الجمر في يده يعتصرها حتي اغمي عليه من الالم...هل هي محاولة لاغاظته لا احد يدري ولعله من حقه ذلك لانه فضح الدنيا وطالع نازل يحب في الولية بحجة انه مجنون علي الرغم من هذا الرجل -زوج ليلي- لما فاض بيه عرض علي ليلي ان يطلقها ويتزوجها ابن عمها قيس فرفضت هي التي رفضت لماذا والكلام في كتاب الاغاني قالت انني ان تزوجته توقف عن الكلام عني دعه يقول فشعره سوف يكتب لي الخلود ...
الست ليلي يبدو انها قوية او مستقوية وهي مثال للمرأة العملية وقد نري هذه الصورة بيننا هذه الايام ...البوي فيرند والحمار الذي سوف يشيل الشيلة ..ده احبه وده اتجوزه ولا يصلح احدهما للعب دور الاخر...فالحبيب لا يملك المال الذي يملكه الزوج والزوج لا يملك شاعرية ورومانسية الحبيب ...ابو فلوس مش فاضي للحب وابو رومانسية مش فاضي للفلوس ...وهنا ايضا مثالا اخرا للمرأة التي تسكت وتسمع وتترك حبيبها يغرد منفردا في الايك مسبحا بين الحمائم بحمد الله الذي قد وهبها هذا الجمال .....
ننط نطة صغننة ...هوب نط معايا يا عم ...ياه دا انت تقيل قوي ...
عودة الي المستقبل ...ابحث عن الحب ...ابحث عن المرأة ...
الحب في جيلنا او في عصرنا سريع جدا وهو قد اخذ سمة العصر... الحياة التي نحياها رتمها هي الاخري سريع ليس هناك وقت نضيعه في نظم الاشعار والحديث المهذب فتامر حسني جعل كل البنات بنت الايه وجعل كل الشباب هم من يحاول ان ينقل لهم اعتذاره عن طريق محبوبته التي تركها ويسألها ان تجعل حبيبها الجديد يسامحه لانه اخذ كل حاجة في عهده وشوف بقي عهده كان كام سنة ....من وجهة نظري والتي قد يختلف معها الكثيرون ويعتبرونها سودوية قاتمة ...ان الحب في عصرنا الان يدور في دوائر عفنة صنعناها بأيدينا ...ازاي...برضه دعونا نرتب افكارنا ...رخامة بقي ...
اولا لتواجد الحب لابد من تواجد الاختلاط ويبدأ الاختلاط اما في الجامعه او في العمل 
لنأخذ الجامعه مثالا...حفلات تعارف...كلام مفتوح بين الجميع وقد تتخلل بعض الايام بعض الالعاب اياها المعروفة للجميع ...مثل لعبة الزجاجة اللي مش عارف مين ابن الكلب اللي اخترعها الله يحرقه ...المهم ان الموضوع الاساسي لهذه الالعاب وغيرها من الحوارات والنقاشات تدور وتلف حول الصراحه وحول الحب والارتباط العاطفي ...والاسئلة بالصلي علي النبي كده تبدأ بأنت مرتبط \ة ؟فيه حد معجب\ة بيه في الناس اللي موجودين قدامك 
طيب ايه مواصفات شريك\ة احلامك ؟؟ وطبعا تنتهي بالاعترافات اياها مع بعض التسبيل انا بحب فلانة او انا بحب فلان وهكذا الحب بقي عامل زي شكة الابرة او زي لعبة زجاجة الصراحة ..والتي تسمي اصطلاحا bottle تمر الايام سريعه تنحل المجموعه التي كانت تعتقد في اول الامر انهم اصدقاء كل واحد مع الواحدة التي اختارته او اختارها ويبدأ مسلسل التمثيل ...كل واحد بيمثل بالقدر الذي تسمح به موهبته ...ولانه حب سريع وبلا اقدام ولا رأس فأنه يفني سريعا دون محاولة حتي لانعاشه فيسقط صريعا امام باب مستشفي الكلب -اليس الحب كعضة الكلب-..ويتحول الاصدقاء و المحبين الي اعداء ويبدأ مسلسل الاتهامات والفضائح بين دائرة الاصدقاء....كل الولاد وحشيين كلهم اشرار ...مكنش لازم اثق فيه بالطريقة دي...مخادع وبايع وقلبك حجر ...الي اخر هذا الكلام مع الاعتذار للست اصالة ...وهو له من الحب جانب ...دي نكدية ...بتغير عليا قوي وبعدين ايه يعني بنت خالي بتبعتلي رسايل وبتكلمني ...اسكت يا عم الواحد ارتاح منها ...وطبعا يأتي دور تامر واعتذري للي هيجي بعدي ....هنا يبدو انها هي المظلومة لكنها ليست كذلك فقد اتقفا علي سيناريو واحد دون ان يتفقا ومفاده هو يا حبيبتي المؤقتة دعيني اخدعك ...يا حبيبي المؤقت دعني انخدع ...قد يتكرر السيناريو حسب الشخصية وحسب الحالة تحت مسمي انا اصلي بدور علي فارس احلامي ...انا اصلي بدور علي شريكة حياتي ولما تيجي هتبقي هي دي وهقفل علي طول ...انه سوبر ماركت وليس قلبا يحب ....انهم لا يعلمون ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء...ومع تكرار التجارب يصاب القلب بالعمي والنفس بالصدأ ...ويصبح لا يعرف الحلوة من الوحشة والصالحة من الطالحة وكلهن يتوحدن في رأسه ..وتخرج علينا كلمات الحكمة الذكورية الغبية ,..كلهن سواء ...وكلهن سيئات السمعه الا امي ...نبرات المجتمع الذكوري الحارة التي تنبعث منا علي الفاضية والمليانة...لك الله يا من تركتي قلبك العوبة ...ومن الاخر انتي اللي عملتي في نفسك كده ...دخلت الدائرة بارادتك الحرة ...اشربي يا حلوة ...
لكن هناك شيئا مختلف الم تلاحظوا معي ذلك؟؟ ... كانت النساء في الماضي اذا احبت لا تفتح فمها ابدا بل تظل صامتة كاتمة حبها داخلها وتبدأ العمل في صمت...تنشر شباكها حول الرجل الذي تحبه في صمت وخفة وحياء وطبعا ذكائها هو ما يؤهلها لذلك حتي يسقط الرجل صريعا عند قدميها ...لكن هذه الايام ما ان تقع البنت في الحب حتي تملأ الدنيا صراخا وعويلا ...عريس يا بووي عريس يا ماي ...طخوا بس متعوروش يا بووي ...وقد تذهب اليه وتصارحه بحبها ...وهي لعمري مشاعر رقيقة اقدر بالاحترام لكن في مجتمعنا الذكوري هذه الجرأة لا تجدي بل علي العكس تسبب حالة من النفور العام لدي الرجل ...ان الرجال كائنات تمتلأ صدروهم بالفئران ...ما ان تتوددي لاحدهم حتي يبدأ احد هذه الفئران باللعب في عبه...ويطلق الاسئلة ..طيب هل قالت كده لكام واحد قبلي ..طيب هي بتحبني بجد ولا بتشتغلني ..طيب ممكن نلعب شوية وبعدين يادار ما دخلك شر...انه يحمل داخله ارثا ذكوريا يجعله يقرر ان المرأة التي تصرح بحبها هي امرأة تحوم حولها الشكوك وكأن التصريح النسائي بالحب هو محاولة للمراودة عن النفس ...مازال في داخله صورة عنترة وصورة مجنون ليلي لابد ان يتعذب الرجل حتي يصل لامرأته المنشودة وكلما كانت متعبة كانت اغلي ...يقول عمنا نزار قباني لتلميذة في مدرسة الحب :
مازلت في فن المحبة طفلة بيني وبينك ابحر وجبال 
لم تستطيعي بعد ان تتفهمي ان الرجال جميعهم اطفال 
في الاخر عندي شوية اسئلة :
لماذا اصبحت الجامعه مكانا للتعارف والارتباطات والعلاقات العاطفية؟
لماذا اصبحنا نحتقر العلم والدراسة للدرجة التي جعلت من الجامعه مكانا اشبه ما يكون بالنادي منه لمكان لتلقي العلوم المختلفة؟
لماذا اصبح التفكير السائد الان تفكيرا سطحيا حيث النظر دائما للمظاهر او بالمناظر (الجمال الخارجي )-ولنا حديث عنه ؟
لماذا نتعجل التورط في العلاقات العاطفية وهل اصبح الحب بالنسبة لنا شيئا نقتل فيه الوقت او مخدرا نتعاطاه هربا من مشاكلنا وليس دافعا للامام؟
لماذا لا يجدي الدواء الذي رششته بالامس مع الفئران التي ترتع في منور البيت ؟
.........................................
كلمات راقصة
شعر: انا عاجز عن عشق اية نملة او.... غيمة عن عشق اي حصاة
            جربت الف محبة ومحبة...... فوجدت افضلها محبة ذاتي  


وجهي العملة : كانت تعامل الجميع بطيبة كأنهم ملائكة ...وكان يعامل الجميع بخبث كأنهم شياطين وكان هذا سببا كافيا لفراقهما 

مناجاة : لماذا تصرين ان تتركيني ...ألابد ان تتدخل نجوم السماء بيني وبينك ...كي تعشقيني !!!

تناقض : الرجل قد يخلص لرجل مثله حتي الموت ...المرأة لا تطمئن لامرأة مثلها حتي الموت 

السر : قد يحمل ثلاثة سرا واحدا ويبقي سرا للابد... بشرط موت احدهم 




0 تعليقات:

إرسال تعليق

اللي عبروني

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية